Admin الخطـــآب
عدد المساهمات : 128 نقاط : 391 تاريخ التسجيل : 03/03/2010 العمر : 31 الموقع : rasoll.ahlamontada.com
| موضوع: تفسير سورة الإخلاص الإثنين أكتوبر 10, 2011 5:13 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة الإخلاص
روى الإمام أحمد عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا محمد ، انسب لنا ربك ، فأنزل الله تعالى: «قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد». روى البخاري عن عائشة { أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية ، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ «قل هو الله أحد» ، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: سلوه، لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أخبروه أن الله تعالى يحبه }.وروى البخاري وأبو داود والنسائي عن أبي سعيد أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ: «قل هو الله أحد» يردده، فلما أصبح جاء إلى النبي r فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن». وفي حيث أبي يعلى والبيهقي عن أنس رضي الله عنه قال: نزل جبريل على النبي وكان بتبوك، فقال: مات معاوية بن معاوية الليثي، فتحب أن تصلي عليه؟ قال: نعم، فضرب بجناحه الأرض، فلم تبق شجرة ولا أكمة - مرتفع - إلا تضعضعت فرفع سريره فنظر إليه فكبر عليه وخلفه صفّان من الملائكة في كل صف سبعون ألف ملك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: { يا جبريل بِمَ نال هذه المنزلة من الله تعالى، قال: بحبه «قل هو الله أحد» وقراءته إياها ذاهباً وجائياً، قائماً وقاعداً، وعلى كل حال }.وروى البخاري عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: { أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة واحدة؟ فشق ذلك عليهم، وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: «قل هو الله أحد، الله الصمد» ثلث القرآن }. روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها: { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما وقرأ فيها «قل هو الله أحد» و«قل أعوذ برب الفلق» و «قل أعوذ برب الناس» ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات } . قل هو الله أحد» الواحد الحد الذي لا نظير له ولا وزير، ولا ند له ولا شبيه ولا عديل.«الله الصمد» يقول ابن عباس رضي الله عنهما: الصمد: الذي يصمد إليه الخلائق في حوائجهم ومسائلهم. - الصمد: المقصود في جميع الحوائج على الدوام . عن ابن عباس رضي الله عنهما: الصمد: أنه السيد الذي كمل في سؤدده، الشريف الذي قد كمل في شرفه، العظيم الذي قد كمل في عظمته، الحليم الذي قد كمل في حلمه، العليم الذي قد كمل في علمه، الحكيم الذي قد كمل في حكمته. وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد، وهو الله سبحانه، هذه صفته لا تنبغي إلا له، ليس له كفء، وليس كمثله شيء سبحان الله الواحد القهار.وفي معنى «الصمد» قالوا: هو الذي «لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد»«بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد، ولم تكن له صاحبة، وخلق كل شيء» أي هو مالك كل شيء وخالقه فكيف يكون له من خلقه نظير يساميه، أو قريب يدانيه، تعالى الله وتقدس وتنزه .«وقالوا اتخذ الرحمن ولداً، لقد جئتم شيئاً إدّاً، تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّاً أن دعوا للرحمن ولداً وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً لقد أحصاهم وعدهم عدّاً، وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً» . في البخاري، يقول النبيصلى الله عليه وسلم: { لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله يجعلون له ولداً وهو يرزقهم ويعافيهم }. وفي البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى: { كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي، فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته، وأما شتمه إياي، فقوله: اتخذ الله ولداً، وأنا الأحد الصمد، ولم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفواً أحداً} . سميت سورة الإخلاص لأنها تتحدث عن التوحيد الخالص لله عز وجل، المنزه عن كل نقص، المبرأ من كل شرك. ]تضمنت السورة أهم أركان العقيدة، وهي توحيد الله وتنزيهه، واتصافه بصفات الكمال ونفي الشركاء. وفي هذا رد على النصارى القائلين بالتثليث، وعلى المشركين الذين عبدوا معه آلهة أخرى. وفي أسباب النزول للواحدي. ورد أن ناساً من اليهود جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا: صف لنا ربك، فإن الله أنزل نعته في التوراة، فأخبرنا من أي شيء هو؟ ومن أي جنس هو؟ أذهب هو أم نحاس أم فضة؟ وهل يأكل ويشرب؟ وممن ورث الدنيا؟ فأنزل الله تبارك وتعالى هذه السورة. «ولم يولد» لأنه قديم أزلي غير محدث. «ولم يكن له كفواً أحد» أي مكافئاً ومماثلاً لم يصدر عنه ولد، ولم يصدر هو عن شيء، لأنه قديم غير محدث، ولا أول لوجوده. وفي هذا رد على المشركين الذين زعموا أن الملائكة بنات الله، وعلى اليهود القائلين، عزير ابن الله ، وعلى النصارى القائلين: المسيح ابن الله. قال العلماء: هذه السورة في حق الله تعالى مثل سورة الكوثر في حق الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد طعنوا في الرسول وقالوا: بأنه أبتر لا ولد له، لأن عدم الولد عيب في الإنسان، وطعنوا في حق الله وأثبتوا له ولداً، وإثبات الولد عيب في حق الله، لذلك جاء الدفاع عن الله بقوله «قل هو الله أحد»
| |
|